أستاذ في مجالَي الحقوق والعلاقات الدولية في جامعة باريس منذ العام 1993. وهو حالياً مدير برنامج شهادة الماجيستير في الدبلوماسية والمفاوضات الاستراتيجية ومدير مركز CADMOS (مركز تحليل النزاعات وطرق حلّها). كما أنّه شريك مؤسس ونائب رئيس المعهد الأميركي للدبلوماسية والعلاقات الدولية في باريس، التابعة لجامعة أركاديا في الولايات المتحدة منذ العام 1995. وهو أستاذ زائر في مختلف الجامعات حول العالم , وأنشأ مركز التوثيق الوطني للطفولة، وأطلق مبادرة “المدن الصديقة للطفل” في ثلاث بلديات تجريبية، وطوّر معايير مراكز العناية بالمسنّين , كل هذا دفعنا لإجراء مقابلة مع معالي الوزير السابق كي نستفاد من خبرته الحياتية و التعلمية بين البلدان .
خلال التجربة الواسعة التي مررت بها مع الطلاب الجامعيين في مختلف بلاد العالم , إين ترى الإختلاف بين الطالب الجامعي في لبنان و الطالب في فرنسا أو أي بلد أخر , و ما تأثيره في موضوع البدانة ؟
-سأعطي مثال بسيط عن أمر لاحظته شخصياً . الطالب الجامعي في فرنسا يقطع ماشياً مسافة 20 دقيقة أقله ذهاباً و مثلها إياباً , هذا مع إستعمال النقل المشترك, أمّا بدونه فتزيد هذه المدة , بالإضافة إلى أن المباني الجامعية في فرنسا نادراً ما نرى فيها مصعد و بالتالي الطالب يستعمل الدرج لطلوع صفه سواء كان في الطابق الأول,الثاني حتى الخامس أو السادس , ما عدا مرات النزول و الصعود على الدرج بين الحصص في وقت الإستراحة . هذا النمط الحياتي للطالب الجامعي في فرنسا يرينا أنه في مرحلة ما بين 18-25 سنة معظم الطلاب يتسمون بأجساد رشيقة و رياضية ذات بنية عضلية جيدة . أما بالمقارنة مع الطالب الجامعي في لبنان , بغض النظر إذا كانت جامعته قريبة إلى منزله مسافة 5 دقائق أو ساعتين , يستقل سيارة لتوصيله , و إذا لم توصله السيارة إلى باب الجامعة أو كراجها يشعر بالقهر , و جميع الجامعات في لبنان يتواجد فيها المصعد , و سواء كان صفه في الطابق الثاني أو الخامس نرى أن الطالب ينتظر المصعد حتى يوصله إلى طابق صفه , و حين يصل إلى صفه يغلب عليه طابع الكأبة و عدم الحيوية , حتى إذا مشى قليلاً بالردهة يلهث , فيترتب على هذا النمط الحياتي البدانة جسدياً و الحزن نفسياً , و أضف إلى هذا كله أن إنتاجية الطالب اللبناني و تنافسيته قليلة جداً بالنسبة إلى الطالب الأجنبي .
كيف يمكننا تغير النمط الحياتي نحو الأفضل ؟
-عملية التغيير يجب ألا تقتصر على التغيير في المرحلة الجامعية فحسب , بل يجب أن تبدأ من خلال تربية الأطفال , مثل تعويدهم على الإتكال على ذات كي يتسم بالحيوية و النشاط , و من ثم يأتي دور المدرسة و الدولة بعمل الخطط التوعوية شاملة بالتنسيق مع الأهل , كل هذا سيخفف الفاتورة الصحية بالدرجة الأولى عبر الوقاية من أمرض المصاحبة للبدانة و أفات عديدة مثل التدخين , و سيعطينا شباب متعلم , ماهر و كفوء ذو إنتاجية عالية , و في الخاتمة أريد أن أضيء على أهمية دور وسائل الإعلام و التواصل الإجتماعي في توصيل التجارب و المعرفة للناس , و أتمنى لو كان الناس كلهم يعتبروا الصحة مسؤوليتهم مثل ما تعتبري أنتِ صحتهم مسؤوليتك حيث تقدمي جهود كبيرة و واسعة في توعيتهم حول العديد من الأمراض خاصةً مرض البدانة و يجب على العديد من الوزارات مثل وزارة الصحة , وزارة الشباب و الرياضة و وزارة الشؤون الإجتماعية أن تضع يدها في يد شباب منتج و هادف و معطاء مثلك كي تسلط الضوء على العديد من المشاكل و كيفية التعامل معها .
سالي سعيدون