هلت شمس فصل الصيف بعد موسم شتوي حافل، وهل معها قمر شهر رمضان المبارك بعد مخاض طويل من الانتخابات والتظاهرات والتحركات النقابية والجلسات الماراتونية للمجلس النيابي وصولا الى ملفات النفايات والكهرباء والمياه مروراً ببعض الامنيات التي تقض مضاجع اصحاب المؤسسات السياحية والفنادق، ولا سيما المسابح التي تمتد على طول الشاطىء اللبناني من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب وتراها تنتظر روادها بعد طول انتظار، خصوصا وأن عشاق البحر متلهفون لقضاء الصيف على الشاطئ بعد ارتفاع درجات الحرارة، ولكن للسنة الثالثة على التوالي يأتي رمضان مبكرا مستبقاً الموسم السياحي فيحطم آمال اصحاب المسابح والمنتجعات السياحية في محصول وفير منذ بداية الموسم، ويضع الناس في حيرة من أمرهم ما بين طقوس عبادة وصلاة وصوم وعشقهم للتمتع بالرمال الذهبية على الشواطئ اللبنانية فتتحطم احلام الاثنين وتضيع…
فهل اكتملت الاستعدادات لاستقبال موسم البحر، وهل يتوقع اصحاب المسابح لهذا العام موسما مثمرا وهل ستكون اسعار “الدخولية” مقبولة، وما هي العروضات المطروحة بسبب شهر رمضان لكسب المزيد من الزبائن، هذة الأسئلة وغيرها طرحها موقع فيتنس كوين على صاحب ومدير احد المنتجعات السياحية، فأعلن، “ان الموسم الصيفي بدأ مع بداية شهر رمضان المبارك الذي نأمل ان يعيده الله بالخير والبركة على جميع اللبنانيين ويضاف الى ذلك الامتحانات الرسمية والجامعية وغيرها التي ستلي عيد الفطر المبارك جميعها من العوامل التي ستأثرعلى انطلاق الموسم لهذا العام، ولكن مع ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة، نأمل ان يتحسن الاقبال على المسابح والشواطئ اللبنانية
وأكد “اننا نعتمد على المغترب في عملنا وندعو في هذا الاطار جميع اللبنانيين الى زيارة وطنهم وتنشيط الموسم السياحي فيه ولا سيما ان اهلهم وبلدهم الام بحاجة ماسة الى مد يد المساعدة في ظل الركود الاقتصادي الذي نعيشه.
وعن اسعار الدخول الى المسبح، قال: ” اسعار في وسط الاسبوع هي 25 الف ليرة لبنانية، اما ايام الآحاد والأعياد فتصبح 30 الف ، كما انه يوجد لدينا عروضات نقدمها عبر الإنترنت، وتعد اسعارنا مقبولة وتناسب الجميع نسبة لما نقدمه من خدمات من العاب مائية متعددة ومتنوعة الى جانب المسابح الثلاثة المتوفرة والمجهزة ومنها ال ” Wave Pool” و ” Lazy River” وغيرها من العاب البايبي فوت وكرة الطاولة وكرة السلة والسيارات المائية وغيرها، وبهذا يكون مبلغ العشرين الف ليرة في المسابح العادية مربحا اكثر بكثير من مسبحنا ولا سيما ان لدينا اكثر من مئة موظف يعملون طوال النهار على الارض ويهتمون بالسلامة العامة وحفظ النظام والتأكد من حسن سير العمل. ولا يجب ان ننسى طاقم المطابخ وعمال التنظيفات والصيانة والأمن وكل ذلك يتطلب مصاريف جمة.
وفي سؤال موقع فيتنس كوين لأحد المرجعيات الدينية في دار الفتوى حول حكم السباحة خلال صوم رمضان كان الرد:
إذا غلب على ظن السابح أنه لا يصل شيء إلى جوفه من خلال منافذ الفم والأنف والأذن؛ فلا حرج عليه في السباحة في نهار رمضان، لعدم وجود المحذور في ذلك، وغاية ما أفتى به فقهاؤنا الكراهة.
يقول الإمام النووي رحمه الله: “يجوز للصائم أن ينزل إلى الماء وينغطس فيه ويصبه على رأسه، سواء كان في حمام أو غيره، ولا خلاف في هذا.
ولكن إذا دخل جوفه الماء عن طريق الخطأ بسبب هذه السباحة وجب عليه إمساك بقية اليوم، والقضاء بعد رمضان.
أما إذا غلب على ظنه دخول الماء إلى حلقه بسبب السباحة؛ فلا يجوز له تعريض صيامه للبطلان، فإن فعل ودخل الماء أفطر وعليه القضاء والتوبة.
كذلك، وفي سؤالنا الموحد لعدد من رواد المسابح والبحر حول تفضيلهم إلتزام المنزل للعبادة والصلاة والصوم، أو إرتياد المسابح والبحر بشكل عادي في رمضان…. جاءت الاجابات متفاوتة…
فالسيدة س.د رغم عشقها للبحر والمسابح وفصل الصيف الا انها تعتكف الذهاب اليهما خلال رمضان نظرا لقيمة هذا الشهر الفضيل.
اما الانسة ز.م فقالت بالعكس انتظر عطلة نهاية الاسبوع لأستجم واستفيد من شمس صيفنا ورمال بحرنا واحاول ان اكسب بشرة سمراء مع بداية فصل الصيف.
كذلك اضافت الانسة ع.ش احاول الذهاب خلسة عن اهلى لانهم يعترضون بحجج الدين، واتجنب التعرض للشمس كي لا يلاحظ احد شيئ علي.
اما الشاب أ.ب فقال انا لا اعمل اقضي معظ ايام رمضان اما نام وامام مع الشباب على احدى الشواطئ الشعبية المجانية لانها لاتكلف شيئ.
وفي الختام ، تبقى امنياتنا للبنانيين عامة ان يعود بوابة الشرق ومفتاح الغرب وصلة الوصل بين الحضارات وان يستقطب أنظار العالم وتنتعش الحركة الاقتصادية والسياحية في في كل المواسم صيفاً وشتاءاً…. لنتمكن من العيش بكرامة فيه.
بقلم : سهى م ديماسي