زيادة الوزن هي إحدى الآثار الجانبية الشائعة لل “كورتيزون”، إذ يمكن لهذا الأخير أن يؤدي إلى إعادة توزيع الدهون على الوجه وظهر الرقبة والبطن ، علماً أن هذه التغييرات تختلف من شخص لآخر. وبشكلٍ عام، كلما زادت الجرعة وطال العلاج، زادت هذه التغييرات بالإضافة إلى زيادة الشهيّة.
عادةً، زيادة الوزن أثناء تناول ال”كورتيزون” تكون بسبب إحتباس السوائل، أما في مرحلة متقدّمة من العلاج فتصبح زيادة الوزن سببها زيادة السعرات الحرارية نتيجة زيادة الشهية.
بالرغم من ذلك، يمكن التحكم في احتباس السوائل عن طريق تناول نظام غذائي منخفض في ال”صوديوم” أي لا يزيد عن 2000 ملغرام يوميًا, وغنّي في ال”بوتاسيوم”. ال”صوديوم” وال”بوتاسيوم” هما من فصيلة الأملاح المعدنيّة التي تدخل في وظائف خلايا الجسم، خاصّةً أنّ ال”بوتاسيوم” ضروري جداً لوظائف القلب.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التوصيات تشترط شيئين، أولاً، أن تكون الكلى في الجسم بحالة جيّدة وتقوم بوظائفها بشكلٍ طبيعي وسليم. ثانياً، أن يكون ضغط الدم سليم أي ما بين المعدل الطبيعي. هذا ما يحدده الطبيب المختصّ المعالج والمتابع لحالة كل مريض بالتسنيق مع الكادر الطبي المشرف.
إليكم قائمة الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من ال”صوديوم” لتجنبها في الإرشادات العامة للأكل الصحي:
الكبيس، الطعام الجاهز (غني بالملح)، ملح المائدة المعروف كيميائياً باسم “كلوريد الصوديوم” ، يتكون من 40 ٪ من ال”صوديوم،” منتجات المخابز، الحساء الجاهز، الحلويات، ال “بيتزا”، لحم الخنزير، الحلوى الفوريّة، الأجبان المعلّبة، عصير الخضروات، توابل تُضاف للطعام، صلصة الطماطم.
إليكم قائمة الأطعمة الغنيّة بال”بوتاسيوم” والتي يمكن تناولها:
مشمش، بطاطا مخبوزة، موز، شمام ، عسل، بلح، خوخ مجفف، جريب فروت، حليب، عصير البرتقال وعصير الجريب فروت، برتقال، عنب، سبانخ، طماطم مطهية، لبن.
بالإضافة الى ما تمّ ذكره، يمكن إستهلاك اللحم المشوي، صدر دجاج مشوي، سمك طازج مشوي على أنواعه، حليب خال الدسم، بيض مسلوق، خضار نيّئة أم مطهيّة، عدس، حمّص، باذنجان…
كما سبق وذكرنا، إن العلاج الذي يحتوي على ال “كورتيزون” يزيد من الشهية، مما يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية. في هذه الحال يمكن أن يكون من الصعب السيطرة على تلك الشهية المتزايدة. لذلك، إليكم فيما يلي بعض النصائح للتحكم في كمية السعرات الحرارية ونوعية العناصر الغذائية التي ممكن تناولها:
– شرب لتر و نصف الى ٢ لتر ماء باليوم ولكن ليس مع وجبات الطعام. من ناحية أخرى الشرب ببطء و على مهل لتجنّب الإصابة بعسر هضم أو الشعور بالحرقة.
– تناول وجبات ذات قيمة غذائية عالية كالطبخ والوجبات المتنوعة بعناصر عدّة أي تحتوي على الأقل مصدر بروتين و مصدر من النشويات و مصدر من الدهون غير المشبّعةومصدر خضار.
– إختيار الطعام الذي يحتوي على نسبة عالية من البروتين، ونسبة معتدلة من النشويات. فالنظام الغذائي الغنيّ بالبروتين يمكن أن يساعد في السيطرة على الشهية بما أن، بيولوجيّاً، تستهلك هذه المأكولات التي تحتوي على بروتين وقتاً أطولاً ليتمّ هضمها في المعدة، ممّا يعطي شعوراً بالشبع لمدّة أطول.
– إختيار مصدر الكربوهيدرات من الفاكهة والخضار الطازجة لتجنّب رفع مستوى السكر في الدم، مما يمكن أن يسبب زيادة الدهون في الجسم أو يسبب مرض السكري لدى بعض الناس. كما وأنّ الخضار تحتوي على نسبة عالية من الألياف مما يساهم في تسهيل عمليّة الهضم وتجنّب الإمساك.
هناك نوعان من النشويات (نشويات بتركيبة بسيطة ونشويات بتركيبة معقدة)، من المهم تجنب النشويات “البسيطة” التي نجدها في الحلويات المركزة ، مثل الكعك والفطائر والمربى والعسل والخبز والحلوى وغيرها من الأطعمة المصنعة. هذا يساعد في الحفاظ على نسبة منخفضة من السكر في الدم.
– الحد من الدهون المشبعة وال”كوليسترول”. على سبيل المثال: اختيار اللحوم الخالية من الدهن والدواجن والأسماك، تجنب الأطعمة المقلية مع الزيت الزائد والزبدة والسمن وال”مايونيز” وما شابه.
من ناحية أخرة، من الجيّد تناول الأطعمة الغنية بال”كالسيوم”. لأنّ ال”كورتيزون” قد يغير من قدرة الجسم على استخدام ال”كالسيوم”. لذلك يجب المحاولة للحصول على أفضل الأطعمة الغنية بال”كالسيوم” يوميًا لتجنّب ومنع ترقق العظام قدر المستطاع. ومن الضروري استشارة الطبيب المختصّ لمعرفة ما إذا كان من ضرورة لمكمّلاتٍ غذائية بال” كالسيوم” أو ال”بوتاسيوم”.
إنّ لائحة الأطعمة الغنية بال”كالسيوم” تشمل :
الأجبان، الألبان ومشتقاتها، الحليب (الى حدٍّ ما)، السمك، القريدس، السردين ولكن بكميّة قليلة لاحتوائه على الملح.
على هامش توصياتي الغذائية والصحيّة لكم، من الأساسي إعتماد نمط حياتي يرتكز على برنامج تمارين يومية مثل المشي أو التمرين في صالة الألعاب الرياضية أو المنزل أو ممارسة أي نوع رياضة يساهم في حرق السعرات الحرارية والمساعدة في منع فقدان كتلة العضلات والعظام في الجسم وتحسين الشعور بالراحة، كالسباحة وركوب الخيل أو الدراجة الهوائية، كرة السلة أو القدم…
يجب أن يشمل برنامج التمرينات على تمارين تستخدم الأكسيجين داخل خلايا الجسم بهدف توليد طاقة معيّنة داخل الجسم مما يؤدي الى حرق السعرات الحرارية وتحسن اللياقة القلبية الوعائية. بالإضافة إلى إمكانية القيام بتدريبات معتدلة تعتمد على رفع أثقال خفيفة لدى الرجال، مما يقوي العضلات ويبطئ فقدان العظام.
خلاصة، يجب البدء ببرنامج بسيط للمشي ومن ثمّ زيادة القوّة تدريجيّاً لتجنّب الشعور بالإرهاق، أي أقلّه ٣ إلى ٤ مرّات في الأسبوع لمدّة ساعة كل مرة. كما تناول وجبات الطعام بأوقات منتظمة.
وعليكم بإتّباع التوصيات المذكورة أعلاه لتجنّب زيادة الوزن خلال الخضوع لعلاج ال”كورتيزون”.
لكم منّي، كل الدعم والتحفيز للمحافظة على صحّتكم لأنّ “للجميع الحق في الصحة” كما نصّت منظمة الصحة العالمية.
– رنا أبو مراد
إختصاصيّة في التغذية وإدارة الصّحة –
Fitness queen