هي سيدة عبرت الحدود في طموحاتها.. فلا وقف بحر أو حدود في وجه هدفها المرسوم..
سيدة تعمل بهدوء وتأنٍ.. رغم الصعوبات والظروف التي تحيط بعالمنا العربي عموما وبلدنا لبنان خصوصا..
لكنها قرّرت وآمنت بالوصول إلى أهدافها.. ولو بعد حين.. فرفعت راية الحرب والمواجهة ..
وأطلقت أشرعة مراكبها صوب الصحة والأمل.. ناحية النحافة والرشاقة.. بل باتجاه الحياة بجمالها بعيداً عن السمنة وأمراضها.. بل وبعيداً جداً عن عذاباتها..
إنّها السيدة إيمان أبو نكد.. صاحبة شركة ” I Sense” وموقع “Checklebanon ” ومطلقة مهرجان الصحة والحياة.. الذي يلاقي النجاح عاماُ تلو آخر.. وها هو في عامه الرابع.. يستعد ان يُتوّج عربياً.. ومعها كان الحوار التالي:
*بداية، ما هي المعايير التي يجري اعتمادها لاختيار ملكة الرشاقة منذ الموسم الأول؟
– نحن لا نختار في مسابقتنا عارضة أزياء، ولا نختار ملكة جمال، لذا نختلف عمَن سوانا بمعايير المسابقة، فالمتبارية لا بد وأنْ تعاني من وزن زائد أوصلها إلى حدود أمراض البدانة، لكنها لم تستسلم، بل قاومت لتخفيض وزنها، ولا تزال تعيش حياة غير صحية مع وزن زائد، في ظل معاناة مجتمعية قاسية.
من هنا، عندما تتقدم المشتركة ونقيّم حالتها، إنْ كانت تحتاج إلى تدخّل جراحي، فنتوجّه بها إلى ذلك، أو إذا كانت مشكلتها فقط وزن زائد، أيضاً نتوجّه إلى أخصائيي التغذية والرياضة، لأنّنا نؤمن بأنّ الملكة هي “Package”، كل متكامل في كل شيء، جسد رشيق وصحي مع شكل ووجه جميل، وتتمتّع بالثقافة اللازمة.
وأحب أن ألفت إلى أنّ لا العمر ولا الزواج يلعبان أي دور في مسابقتنا، لأن الصحة للجميع ولا تقتصر على عمر معيّن ولا حتى على وضع اجتماعي خاص .
ومن مشتركاتنا ايضا، من تكون في حالة معاكسة، وهو ما حصل معنا العام الماضي، عندما شاركت صبية وكان تعاني من نحافة زائدة ونقص حاد في الوزن، فعملنا على رفع وزنها صحياً، لأنّ النحيفة تعاني نفس معاناة البدينة، سواء فقر دم وكوليسترول وغيرها.. هذه معايرينا لقبول أي صبية في مسابقة ملكة الرشاقة .
*كيف وُلِدَتْ فكرة “ملكة الرشاقة”؟
– أنا من الأشخاص الذين عانوا من الوزن الزائد، وتنقلتُ من نظام غذائي إلى آخر، ووزني واصل ارتفاعه، حتى ترك أضراراً كبيرة على صحتي، فبحثت عن دور التدخل الجراحي، وما هي عوارضه الجانبية، حتى اقتنعت بها، لأنّ الوضع كان لا يحتمل “النظري” بل كان لا بد من التدخل العملي، رغم أنّني لا أحبّذ العمليات ولا أشجع اللجوء إليها، إلا أنّه أحياناً قد يصل الجسم إلى مرحلة لا ينفع معه “الدايت والريجيم”، لذلك أجريت عملية Mini By-pass” لخسارة الوزن، وتابعت الاهتماما بصحتي، حتى شعرت بأنّني أفضل صحياً وجسدياً، وهو ما انعكس على نفسيتي، فقرّرت أنْ أنقل هذه التجربة إلى غيري، وبدأت رحلة الألف ميل في ميلاد مشروع “ملكة الرشاقة”، مع الدكتور الجراح هيثم الفوال، وهي مسابقة إنسانية صحية ثم جمالية.
*تواتر معلومات عن انتقال المسابقة إلى خارج لبنان.. فما صحة هذه المعلومات؟
– أولاً كلنا نطمح إلى التطوّر والانتقال إلى العالمية، وليس فقط على الصعيد العربي، ولكن في الأصل ليس المجتمع اللبناني وحده يعاني من البدانة، فعالمنا العربي عموما، لا سيما دولتي الكويت ومصر هناك أعلى نسب بدانة، وبما أنّ الطموح منذ البداية كان الانطلاق من لبنان، ومن ثم الانتشار عربياً، على أمل العالمية، وبما أنّنا في موسمنا الثاني استضفنا مشتركة من المملكة الأردنية، وبعدما أقمنا 3 مواسم في لبنان، بدانا التفكير بنقل الرسالة إلى إخواننا العرب، بعدما وصلت الرسالة محليا، وبعد رحلة طويلة أصبح بإمكان فتياتنا نقل صورة الصحة والجمال والرشاقة، والترويج للمسابقة، من هنا بدأنا بتلقي العروض للإنتقال إلى الخارج، وهذا العام نعمل على ان نكون لأوّل مرّة في دولة عربية.. اضافة طبعا الى لبنان… واتمنى ان نصل الى “Queen Of Fitness- world”..
*هل من مشاكل في تعاطي الوزارات المعنية مع الحدث؟
– أناشد المعنيين في وزارة الصحة الاهتمام بمسابقتنا أكثر، لأنّه في كل دول العالم الراقية هناك اهتمام كبير بالرشاقة والصحة، لأنّها تجنّبنا الكثير من الأمراض، وآمل أن نقيم بالتعاون مع الملكات حلقات توعية مع وزارة الصحة، كي نُظهِر خطورة الإصابة بمرض البدانة، وهو ما يُطلق عليه إسم “وباء غير جرثومي” وتنتج عنه الكثير من الأمراض، ووحدنا كقطاع خاص لا نستطيع فعل الكثير، لأن دعم الدولة مهم، وتستطيع توفير تمويلاً، فنحن نقوم بالوقاية منذ الصغر كي لا تتكلّف الدولة على الأمراض في ما بعد، لذا أناشد وزارة الصحة دعمنا، ومثلها وزارة التربية نتمنى عليها المشاركة بحملات للتوعية على خطورة البدانة، إضافة إلى دور الأهل والإعلام مع الأبناء لتنويرهم وتسليط الضوءعلى خطورة البدانة.
* تمَّ اختيار 3 ملكات للرشاقة، أيّهن الأقرب إلى شخصك، وبماذا تتميّز كل واحدة منهن؟
– الملكة الأولى كانت سالي سعيدون، وكانت الرحلة في بدايتها، لذا احتجنا لتوضيح الصورة وكي تؤمن الملكة بأننا لم “ننظم سهرة ونتوّجها، ثم انصرفت إلى البيت”، لا بل الملكة مشروع متكامل، ويجب أن تتبنى برنامج عمل واتصال دائم مع الناس من أجل التوعية، لمحاربة البدانة، وحاليا سالي تعمل على إطلاق موقع خاص عن مرحلة ما بعد البدانة، ونحن ندعم اي مشتركة تحافظ على صورة المسابقة، فصورة المسابقة راقية، لأن رسالتنا صحية، ولو ضاعت البوصلة ستضيع فكرة المسابقة التي تميّزنا عن غيرنا.
أما الشق الآخر من السؤال، فلكل ملكة مميزات خاصة سالي هي أكثر الملكات تواصلا معنا حتى الآن، أما منى وجيسيكا فكانتا بعيدتين عن أي نشاط أو مشاركة، علما بأنّهما جهدتا للوصول، وأنا لا أفرض توقيع عقد على أي مشتركة، لأنّني لست “متعهدة ملكات”، بل دوري الإعلان عن الملكة، وتسليط الأضواء عليها لتصل رسالتها إلى الجمهور والإعلام، وهنا يبدأ دور المشتركات بالحفاظ على ما وصلن إليه أو التقدّم به أو حتى التراجع، ولهنّ الخيار.
*جيسكا صهيون بعدما كانت ملكة جمال البدينات العرب، أصبحت بفضلك ملكة الرشاقة، فما كانت الرسالة من مشاركتها؟ هل هي رسالة إلى مالك مكتبي؟!
– جيسكا صهيون فازت مع مالك مكتبي كملكة البدينات، وأنا قمت بمجهود كبير لإشراكها في المسابقة كي أقول من غير المقبول تتويج مَن تضر بنفسها وتمتلك وزناً زائداً يؤذيها، لأنّنا هكذا نتوّج المرض.
وأنا لا أحارب مالك مكتبي من خلال جيسيكا، أبداً، بل حاربت ومازلت أحارب البدانة، فبيّنت كم أنّ تاج الرشاقة أهم للصحة من تاج البدانة، حتى تمكنت جيسيكا من الوصول إلى هذا اللقب، لكنّني ألومها لأنّها كانت تستطيع الاستفادة من التجربتين، إلا أنّها لم تفعل شيئا، قد يكون لظروف خاصة أثّرت سلبا عليها، لذا أصبحت خلال اختيار المشاركات أقرأ فرص تمكّن المشتركات من استثمار التاج، مع مراعاة تمكّن الملكة من العمل على هذا الأمر.
*كلمة اخيرة؟
– “ملكة الرشاقة” ليست عبارة عن شخص، بل هي انتماء من المشاركات للمسابقة كفكرة، وليس لمنظّم الحدث، لذلك يجب أن يكون هناك إيمان بالحدث، فالمسابقة عمل جماعي، تقوم به خلية عمل مع لجنة تحكيم من المؤسّسين، فالدكتور فوال كان شريكي الاساسي، والداعم الاول لي، والسيدتان إيميه سكر وناتالي فضل الله، المصممة ندوى الاعور، الاعلامي زكريا فحام والدكتور حبيب عجمي وخبيرة التغذية رنا ابو مراد، السيدة ريجينيا فينيانوس، رولا دريعي وميسون هلال، مع حفظ الألقاب واحترامنا لهم جميعا، ولا أنسى فضل الوزير ايلي ماروني وهو الداعم الاول لنا، إضافة الى وزارة الصحة والسياحة.. ففضل النجاح ليس لشخص وإنما لمجموعة تكمل بعضها البعض.
سالي سعيدون