يملؤنا الحماس لاستقبال شهر رمضان الكريم، إذ
ننتظره بفارغ الصبر كل عام، فلرمضان أجوائه الأسرة التي لا يمكننا إلا أن نعشقها بين زيارات واجتماع الأحباب حول موائد الإفطار وأمسيات السحور المسلية مع الأصدقاء. وقبل أن تأخذ حياتنا الشكل الذي يتناسب مع طقوس رمضان، لابد لنا أن نلقي نظرة سريعة على الموائد المفتوحة من كل ما لذا وطاب، المازة الباردة والساخنة، المشاوي التقليدية، الأوزي ومن ثم الحلويات العربية ويتصدرها كلاج رمضان، ناهيك عن العصائر والاطايب والمكسرات التي تزين معظم الموائد الرمضانية .
هذة الموائد تأخذ الكثير من وقت ربات البيوت لتحضيرها على اكمل وجة ، ولتكون بأجمل صورة مع إنطلاق مدفع آذان المغرب معلناً موعد إفطار الصائمين… هذة الموائد تحمل في جوفها الكثير من الرسائل الرمزية الثقافية للتواصل الوجداني والترابط الاسري وصلة الارحام … ومع مرور الوقت نجد معظمنا يمل طاولات البيوت ويبدأ رحلة البحثُ عن الافطارات الرمضانية في في الخارج فيتجه للبحث في قوائم المطاعم والاوتيلات وغيرهم…
وهنا نطرح سؤالنا الاهم هل ما تقدمه مطاعمنا واوتيلاتنا من مأكولات وموائد شهية… ملتزمة بالثقافة الغذائية أو ما يعرف بثقافة المطبخ؟؟؟ وهل الاستقبال الملكي والاضواء الساحرة والبوفيه الفاخر والاسعار المتراوحة ما بين المعتدلة الى المرتفعة نسبياً تنصف معدتنا بطعام متوازن صحي ومدروس؟؟؟ أو؟؟ تنسفها بكم من الدهون والكليوغرامات الغير مرغوبة؟؟
ولنظرة عن كثب كيف تبدو موائد الإفطار الرمضانية في بعض المطاعم اللبنانية وهل تلتزم المعاييرالغذائية الصحية استضاف موقعنا بعض المطاعم الشهيرة وطرح عليهم الاسئلة التالية؟
بما تمتاز تحضيرات الشهر الفضيل عن باقي الشهور؟ هل يتم اعتماد نظام البوفية المفتوح لديكم في الافطارات الرمضانية؟ او الطبق اليومي؟ وهل يتوافر لديكم ” اكل دايت ” لهولاء الذين يعتمدون نظام صحي دائم ؟ وعلى اي اساس تضعون سعر الافطار / السحور الرمضاني للفرد؟
مطعم أفندينا يفتح ابوابه للسنة الاولى في فرع الحمرا وللثالثة في فرع سليم سلام .. للتحضيرات الرمضانية نكهة خاصة يقول:”ربيع” مدير المطعم … نستعد لها قبل اسبوع منه، لكن الاقبال على المطعم في العشر الاوائل يكون خفيف جداً نظراً لإنشغال الناس بالافطارت المنزلية والعائلية والقربى، أفندنيا لا يعتمد نظام البوفية المفتوح بل يعرف بكرم ضيافته يقدم للصائم الكريم نظام الفورمل الذي يتضمن 14 صنف من المازة اللبنانية الساخنة والباردة بالاضافة الى الطبق الرئيسي الذي يتغير يومياً وجمعيها أطباق لبنانية بإمتياز مثل الملوخية والمغربية والصيادية والرز بلحم وغيرهم بالاضافة الى المشروبات الرمضانية والحلويات الشهية. اما بالنسبة اكل الديت فهو لا يدخل مائدة رمضان الغنية بل يبقى رهن الطلب … وكذلك الامر بالنسبة للسحور نترك الامر لحرية اختيار الزيون بإنتقاء ما يحب من قوائمنا.
أما بمطعم الكفيل، أجابنا الشيف انطوان:” تحضيراتنا ما زالت مستمرة فنحنا افتتحنا المطعم مؤخرا والاقبال جيد، وشهر رمضان مميز بسفرته وهناك بعض الأطباق الثابتة والتي تكون تقليدية بمعظمها ولكن الموائد الرمضانية هي مسألة تفضيلات شخصية وعليه فهي لا تتشابه داخل المجتمع نفسه وبل حتى داخل الحي نفسه. هناك إختلافات جذرية بين الموائد الرمضانية بين بلد وآخر، بعضها يتضمن أطباقاً مألوفة لدينا وبعضها غير مألوف على الإطلاق. ولكن الموائد تختلف بإختلاف الإمكانيات المادية، فحتى لو كانت أطباق معينة تقليدية وتدخل ضمن عادات شهر رمضان، فهي لا وجود لها على موائد الذي لا يمكنهم تحمل تكلفتها . لهيك وبمطعمنا وب 20$ محضرلك سفرة إفطار كريمة وغنية كوجبة كاملة مكونة من تمر، جلاب، فتوش، شوربة، حمص، متبل باتنجان، بطاطا مقلية، كبة مقلية، رقاقات جبنة، هندبة، ورق عنب، فطائرسبانخ، خياركن المفضل من 3 أطباق رئيسية، حلويات رمضانية، فواكه وخياركن من الشاي أو القهوة. وكذلك الامر بالنسبة للسحور ب 9$ فقط حتى الشبع. اما بخصوص الاطباق الدايت فهى ايضاً متوافرة وحسب الطلب”.
عند أرزة للحكاية الرمضانية نفس آخر فهى تقول :” أن لقمتنا لقمة أم صحية مقاديرها ملؤها الكثير من المحبة والعناية والصحة والغذاء السليم … وما فينا قول غير شرفوني بخيمة الرمضانية ل تتذوقو اشهى الاطباق البيتية اليومية مع أحلى طله…. بأيام الاسبوع منقدم طبق يومي بالاضافة ل العصائر الرمضانية والشوربة والفتوش والمازة والحلويات …. اما نهار سبت فسهرة العود بتجمعنا ومنسهر لطلوع الضو”.
مطعم “ناي” اسم على مسمى جلسة هادئة ومطلة على شاطئ البحر… مما يدفعك للإستمتاع بإفطارك عند الغروب مع مغيب الشمس فهو بحسب السيد “قاسم نمر” صاحب ومدير المطعم يشرع ابوابة لقاصديه من الاثنين الى الخميس “Set Menu”
وخلال عطلة نهاية الاسبوع نعتمد نظام البوفية المفتوح الذي يتضمن الاكل الصحي ” الدايت ” والاكل “العادي” لنرضي جميع الاذواق . الاقبال اكثر من جيد والاسعار جدا مدروسة وبمتناول الجميع.
وفي الختام لا يسعنا سوى القول أن أفضل الدواء أن ترفع يدك من الطعام وأنت تشتهيه …لأن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء .لو تمعنا فيما ورد أعلاه لتفكرنا قليلا فيما نأكل !!
بقلم: سهى م ديماسي