أوقات الفراغ تجلب معها الكثير من الإغراءات للأطفال, تعالوا لتلقّي بعض النصائح التي تساعدكم على اجتياز العطلة الصيفية بصحة وسلام.
نحن نعلم ان الطعام يشكل أحد المركبات الأساسية للحياة السليمة. وهو ذو تأثير فوري على الأداء وجودة الحياة المستقبلية للطفل، كما أن تأثيره على الصحة للمدى البعيد كبير جداً. توفير الغذاء السليم للطفل يمكّن من نموه وتطوّره السليمين، كما يسهمان في تعويده، أيضا، على تناول طعام صحي خلال مراحل حياته المختلفة.
ومن هنا، فإن الغذاء يشكل جزءا مركزيا في حياة العائلة وله تأثير على شبكة العلاقات الحساسة والمركّبة بين الآباء والأبناء.
يزداد الشعور بالذنب لدى الاهل أضعافا عندما لا يفلحون دائماً في مهمة تقديم الغذاء السليم لأطفالهم، وهو ما تسببه، بشكل أساسي، عادات غير سليمة وغير صحية في ما يتعلق بتناول الطعام داخل العائلة.
وفي كل الأحوال الأسس المركزية لعادات التغذية الصحية والسليمة هي بسيطة وغير معقدة:
تناول طعام منوّع من كل المجموعات الغذائية (خضار، فواكه، حبوب كاملة، لحم وبدائله، منتجات حليب نوعية، دهنيات صحية وحلويات صحية – نعم، هنالك أمر كهذا!).
تناول الطعام بشكل منظم وليس وجبة واحدة تستمر طوال ساعات اليوم.
تناول الطعام أثناء الجلوس بجانب طاولة، من دون ضجة في المحيط، كصوت التلفاز مثلا.
تناول طعام صحي مع التشديد على التحضير المنزلي وتقليص استعمال الأغذية المصنّعة.
فصل الصيف والعطلة الصيفية يشكّلان تحديا مميّزا أمام الأهالي الذين يحاولون الاستمرار في توفير تغذية جيدة وسليمة لأطفالهم. ومع ذلك، فبالقليل من الجهد (ومساعدة الأصدقاء) بالإمكان التغلّب على هذه التحديات.
أمامكم مجموعة نصائح وحلول تقدمها لكم أخصائية تغذية ذات خبرة:
التحدي: الجو حار في الصيف وليست هنالك رغبة في الوقوف في المطبخ من أجل تحضير الطعام.
الحل: الاعتماد في غالبية أيام الأسبوع على غذاء بارد لا يتطلّب الطهي المطوّل أو المعقّد، مثلا: شنيتشل بلفة خبز من قمح كامل مع خضراوات مقطّعة أو شطيرة من خبز موحد (هو خبز ممتاز للأولاد) + لحم بقري مشوي أو طونا. دجاج مشوي، بالإمكان شراؤه من الحوانيت (هذا لا يعتبر مصنّعا، لأن الدجاج يُحضّر بشكل فوري) ودمجه مع الرقائق أو الكسكس الكامل للتحضير السريع. استعمال الخضروات المجمّدة التي لا تتطلّب الطهي لمدة طويلة: مثلاً، يحب الأولاد البازلاء الخضراء من دون إضافات. نشتري بازلاء مجمّدة ونقوم بطهيها بالماء مع القليل من الملح. نقدمها مع القليل من زيت الزيتون فوقها وإلى جانبه الأرز. هذا لذيذ جداً. حضّروا وجبات مشتركة مع الأصدقاء: وجبة نوعية كل مرة في بيت مختلف – هو حل جيد للأهالي العاملين.
التحدي: الشهية تقلّ في الصيف.
الحل: التعايش مع الطبيعة، انخفاض الشهية ليس بدون جدوى. يواجه الجسم تحديا يتمثل في المحافظة على توازن حرارته الداخلية وعدم ارتفاعها. الغذاء “الثقيل” يرفع من حرارة الجسم ويؤدي إلى ااستهلاك طاقة غير ضرورية في عملية الهضم. ولذلك، وبشكل طبيعي، لا رغبة إجمالا في تناول الأغذية “الثقيلة” مثل أطباق اللحوم وما شابه. الحل هو أولاً: تناول أطعمة باردة وخفيفة، فيها كمية قليلة نسبياً من الدهون (بمعنى عدم القلي) وثانياً: الإكثار من تناول الفواكه، الأجبان، الخضار، الحساء البارد (حساء الدجاج، حساء يحتوي على الزبادي، خيار مقطع مع القليل من الشومر والثوم) الأسماك والبيض.
التحدي: لا يلتزم الأولاد في الصيف بنظام يومي – وهو وضع يشجّع تناول الطعام بشكل غير منتظم وفي ساعات غير اعتيادية.
الحل: تجنيد سلطة الأهل وبناء نظام يومي بديل تسود فيه قوانين تنطبق على جميع أفراد العائلة، بما في ذلك الأبوان. تحديد ساعة معينة للاستيقاظ وتناول الطعام، مع التشديد على مواعيد وجبتي الغداء والعشاء. محاولة أن تكون وجبة واحدة على الأقل وجبة عائلية، بحيث يكون التلفاز مغلقاً (أحياناً يكون ذلك صعباً على الأهل لأن الحديث غالباً ما يدور حول وجبة العشاء بينما تكون في تلك الأوقات برامج جذابة ومغرية). التشديد على وقت محدد للنوم السليم. يجب على الأولاد أن يكونوا في غرفتهم في موعد لا يتجاوز الساعة 10:00 ليلاً. أي تأخر عن هذه الساعة ممكن أن يؤدي إلى ضرر بجودة النوم وتعطل الساعة البيولوجية للجسم مع تأثيرات على النمو والتطور، بالإضافة إلى التأثيرات العاطفية – الحسيّة.
التحدي: الأطفال أكثر انكشافا على الإعلانات الدعائية التلفزيونية للسكريات والأغذية غير السليمة
الحل: مشاهدة مشتركة مع الأولاد للإعلانات ومناقشتهم حول ما تحاول الدعايات تسويقه وبيعه لنا. الأطفال أذكياء ويستطيعون بسرعة فهم أنه ليس كل ما يُعرض في الإعلانات دائما يمكن أن يحدث في الواقع وفي الحقيقة. مثلاً: إن تأكل حبوب الصباح من هذا النوع، ستصبح قوياً. إذا كنا نتعامل مع أبنائنا كمخلوقات ذكية، من الممكن قراءة المحتويات والمركبات المسجلة على أغلفة الأغذية سوية معهم: كمية الدهون، كمية الكولسترول، كمية الملح (الصوديوم)، كمية أصباغ الطعام والمواد التي لا تشكل غذاء وإنما يحتوي عليها المنتوج. وبهذا، يمكن تربية الأطفال أيضاً على استهلاك ذكي وعلى فحص الغذاء المستهلك بنظرة صحية. ويجب الامتناع، بالطبع، عن التطرّف في الاتجاه الآخر – اتجاه الصحة المفرط بها. من المهم تمكين الأولاد من تناول السكريات، مثل الشوكولاطه والبوظة ذات الجودة العالية، المسليات من دون أصباغ والأطعمة القليلة الدهون. القانون الهام هو: كل شيء في إطار المعقول.
التحدي: عدم توفر الوقت لتحضير طعام صحي
الحل: التنظيم هي كلمة المفتاح للتغذية السليمة. اهتموا بأن تكون في بيوتكم منتوجات نوعية. اهتموا بإخراج ما تريدون طهيه اليوم من الفريزر. مثلاً، صدر الدجاج المجمّد من أجل تحضيره ، عند وصولكم إلى البيت. حضّروا خلطة لكفتة اللحم وجمّدوها بطبقات منفردة بحيث تستطيعون اخراج الكمية المطلوبة فقط في كل مرة. شاركوا الأولاد في تحضير الغذاء. الأولاد أيضاً باستطاعتهم المساعدة في تحضير السلطة والمساعدة في الخلط وتحضير الطاولة. انهم يحبون ذلك كثيراً وهكذا تربون الأولاد على أن لا يخافوا من المطبخ ومن الطهي. وفي ما يتعلق بالمطاعم: بالإمكان الخروج لتناول الطعام في مطعم، مرة كل أسبوعين: وجبة همبورجر ذي نوعية جيدة مع سلطة خضراء والقليل من رقائق البطاطا، أو البيتسا الجيدة أو وجبة من الفلافل مع الكثير من السلطة بدون مشروبات خفيفة، لا تسبب ضررا لأي شخص. هنا أيضاً يجب التشديد على أن يكون ذلك محدودا وفي إطار المعقول وعدم تحويله إلى روتين.
التحدي: الطقس حار وهنالك ميل للجفاف، وخاصة في الخارج، في البحر وبرك السباحة
الحل: الأولاد والبالغون أكثر حساسية للجفاف بسبب النسبة بين مساحة الجسم وبين حجمه. من جهة أخرى، الأولاد لا يشربون كميات كافية من السوائل وبشكل طبيعي. جهاز الإنذار بالعطش لديهم غير ناضج بما فيه الكفاية، ولذلك على الأهل تذكير الأولاد والطلب منهم أن يشربوا أكثر مما يشربون في الأيام العادية. المشروب المحبّذ هو الماء أو الصودا. يجب منعهم من شرب العصائر، بما فيها الطبيعية وبالطبع المشروبات الغازية، مثل الكولا. كما أنه من غير المحبذ، ايضا، شرب المياه والشراب بأطعمة مختلفة. حضّروا ماء باردا في البراد مع حامض مقطّع وأوراق نعنع (للنعنع تأثير مبرّد) وعوّدوا الأولاد على هذا المشروب. الفواكه الباردة، مثل البطيخ والعنب، تزوّد الجسم بسوائل عديدة.
ويب طب